قانون التعبئة العامة بالجزائر يقر به مجلس الوزراء فهل هناك تهديد علي الحدود ؟
جاء قانون التعبئة العامة بالجزائر، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، ويدل ذلك علي تغير استراتيجي في الأجندة العسكرية والسياسية، وتمت المصادقة علي قرار اعلان حالة التعبئة العامة، ويأتي ذلك نتيجة لتطورات خارجية متزايدة؛ مما يثير القلق في الجزائر من أي طارئ قد يمس أمن البلاد واستقرارها، وقد صادق مجلس الوزراء علي ذلك المشروع في الجزائر، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة، حول توقيته وما الهدف منه، لذا سنقوم بتوضيح الأمر في سطور مقالنا .
قانون التعبئة العامة بالجزائر
تم في اطار اجتماع عالي المستوي، الموافقة علي مشروع التعبئة العامة في الجزائر، مع الأخذ في الاعتبار السياق الاقليمي والدولي؛ الذي يتسم بالتحديات الأمنية التي هي في حالة تزايد مستمر، هذا حسب ما أفادت به وسائل الاعلام المحلية، وينص المشروع في الجزائر علي؛ تراتيب الانتقال الي أعلي الدرجات للتأهب، بداية من رفع حالة الطوارئ الي أعلي مستويات لها، مروراً بوجود خطة مفصلة؛ من أجل استدعاء جنود الاحتياط مع تحديد أماكن تجمعهم، وآليات نقلهم، وأخيراً برامج التدريب والتجنيد الموسعة التي تستهدف الشباب .
ويأتي هذا القانون، المستند الي المادة (99) من الدستور، الي تحديد كيفيات التنظيم والتنفيذ للتعبئة العامة؛ من أجل ضمان أمن البلاد وسيادته في مواجهة أي تهديدات محتملة، ويكون الهدف من النص الجديد، هو اعادة تنظيم وتحديث الاطار القانوني، الذي يسمح للدولة بتعبئة قدراتها البشرية والمادية، في حالات الطوارئ الكبري؛ مثل الحروب، أو التهديدات الأمنية واسعة الاطار، كما تضمن أيضاً آليات بناء القوات الاحتياطية، وتسخير الموارد الاقتصادية، وضمان الجاهزية المكتملة للمؤسسات الوطينة، للتعامل مع أي سيناريو متطرف قد يهدد الأمن الوطني .
دلالات المصادقة علي مشروع التعبئة
يري العديد من المراقبين، أن الموافقة علي قانون التعبئة العامة بالجزائر، يأتي في اطار اقليمي ودولي، يتميز بتطور سريع يكون متصدره الوضع المتدهور في منطقة الساحل، والحدود الجنوبية؛ ما قد يعكس وجود قلق جزائري حقيقي، من تداعيات ذلك علي الأمن القومي، ويُذكر أن العلاقات بين الجزائر ومالي، قد شهدت في الآونة الأخيرة توترات؛ بسبب اسقاط طائرة مالية اخترقت المجال الجوي الجزائري، مما أدي الي تصعيد الوضع بين البلدين، وصل الي حد سحب السفراء، بالاضافة الي اغلاق المجالين الجويين .